﴿لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَىْءٌ﴾: لا النّافية، لا يستتر على الله منهم أحد بجبل أو شجر أو منخفض أو مرتفع، أو الكل بارزون لا يخفى عليه منهم شيء في أرض المحشر، وفي هذا تهديد ووعيد لهم؛ لأنّ الله سبحانه لا يخفى عليه منهم شيء لا اليوم ولا يوم الحشر ولا أيّ يوم، فإذا كانوا يتوهمون أنّهم يستطيعون أن يستتروا من الله يوم القيامة فالله سبحانه يخبرهم بأنه لن يحدث ذلك.
﴿مِنْهُمْ﴾: قد لا تعني فقط كأفراد بل كذلك أعمالهم أو حتّى نواياهم وغيرها؛ لأنّ (من) استغراقية.
﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾: يسأل الله سبحانه هذا السّؤال، قيل: بعد نفخة الصّعق وفناء الخلائق فلا يجيبه أحد، فيجيب نفسه: لله الواحد القهار.
﴿لِلَّهِ﴾: اللام لام الاختصاص والملكية، فهو المنادي وهو المجيب.
﴿الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾: الواحد: الّذي لا شريك له ولا ولد، ولا آلهة ولا أصنام. ارجع إلى سورة الصافات آية (٤) لبيان معنى أحد وواحد. القهار: صيغة مبالغة من القهر، والقهر: هو الغلبة والقدرة سواء أكانت طوعاً أم كرهاً، وسواء أكان كماً أم كيفاً؛ أي: الّذي يقهر ولا يُقهر، الّذي قهر الخلق بالموت والغلبة والقهر الّذي ذلّت له كلّ مخلوقاته. ارجع إلى سورة (ص) آية (٦٥) لمزيد من البيان.