﴿فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا﴾: الفاء للمباشرة والتّعقيب، بذنوبنا: كالشّرك والكفر والفساد والعصيان وإنكار البعث والحساب أو الجدال في الآيات.
أما سرّ اعترافهم هذا: هو أنّهم يرجون من وراء الاعتراف الخروج من النّار مستعطفين قائلين: فهل إلى خروج من سبيل؟ وقد بيّن الله سبحانه في آية أخرى أنّ الاعتراف بالذّنب في ذلك الوقت يوم القيامة لا ينفع كما قال الله تعالى: ﴿فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [الملك: ١١].
﴿خُرُوجٍ﴾: خروج نكرة؛ تعني أيّ نوع من الخروج: سريع بطيء قريب أو بعيد. أو خروج من أيّ عذاب مهما كان نوعه أو شكله.
﴿مِنْ﴾: استغراقية تشمل أيّ سبيل أو طريق أو وسيلة مهما كانت.
﴿سَبِيلٍ﴾: من طريق للخروج والنّجاة؛ سبيل: نكرة؛ أي: هل هناك من أيّ طريق للخروج من النّار والعودة إلى الدّنيا أو النّجاة من النّار؟
إذن فلا خروج ولا سبيل كما قال تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠٠].
وقولهم هذا دليلٌ على يأسهم وتحيّرهم، وجواب الاستفهام حُذف؛ أي: لا سبيل ولا خروج، وعلل ذلك بقوله: ﴿وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ [الأنعام: ٢٨].