للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ﴾: إذ ظرفية زمانية بمعنى حين، وشرطية أي: مقت الله لهم في الدّنيا كان أشد من مقتهم أنفسهم الآن؛ حيث كانوا يكفرون بالله حين يدعون إلى الإيمان، ولم يقل إذ دُعيتم إلى الإيمان، تدعون تدل على المرات العديدة والتّجدد والتّكرار في الدّعوة، ودُعيتم تدل على القلة أو المرة الواحدة، فتكفرون: الفاء رابطة (جواب الشّرط) وتكفرون تفيد التّوكيد والتّكرار والتّجدد في الكفر. وتكفرون: تدل على الحدث؛ أي: فعل الكفر.

سورة غافر [٤٠: ١١]

﴿قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ﴾:

تعريف الموت: هو عدم الحياة مطلقاً هو انعدام الحياة (عدم وجود أي أثر للحياة)، ويكون ذلك بخروج الروح من الجسم (الجسد)، أو عدم وجود لا جسم ولا روح؛ فالروح هي التي تبعث الحياة في الجسم، والموت: هو إذهاب الحياة بعد الموت؛ أي: خروج الرّوح من البدن، فالموت هو العدم المطلق سواء كان قبله حياة أو لم تكن قبله حياة.

﴿أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ﴾: أي إماتتين أو موتتين الأولى حين كنا أمواتاً في أصلاب الآباء، والثّانية: الموت الّذي يحدث بانقضاء الأجل (الموت المعروف) بعد الحياة الدّنيا.

﴿وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ﴾: الأول: حين الولادة والقدوم إلى الحياة الدّنيا أو التي بدأت (في أرحام الأمهات) والثّاني: حين البعث والنّشور.

ونظير هذه الآية قوله تعالى: ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة: ٢٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>