للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(٢): ﴿هَذَا شَىْءٌ عَجِيبٌ﴾، وقوله تعالى في سورة هود آية (٧٢): ﴿إِنَّ هَذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ﴾:

ففي سورة (ق) قال: ﴿شَىْءٌ عَجِيبٌ﴾: تدل على شدة العجب.

وفي سورة هود قال: ﴿إِنَّ هَذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ﴾: أكد بإن واللام؛ أي: أشد عجباً من عجيب.

وفي سورة (ص) قال: ﴿إِنَّ هَذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ﴾: أكد بإن واللام، وجاء بكلمة عجاب، فهذا أعجب العجب، وهو جعل الآلهة إلهاً واحداً، فهو أعجب من أن تلد عجوز عقيم، وهذا بدوره أعجب من جاءهم منذر منهم (في سورة ق)؛ ارجع إلى سورة (ق) لمزيد من البيان.

وإذا قارنا قوله تعالى: ﴿عُجَابٌ﴾ مع قوله تعالى في الآية (١) من سورة الجن: ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا﴾: نجد أن (عجباً): أقوى وأشد مبالغة من (عجاب)؛ لأن (عجباً): مصدر، والوصف بالمصدر أقوى وأشد من الوصف بالصفة.

سورة ص [٣٨: ٦]

﴿وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَىْءٌ يُرَادُ﴾:

المناسبة: اجتمع المشركون مع رسول الله في بيت أبي طالب يطلبون منه أن يكفّ عن عيب آلهتهم، وطلب منهم أن يقولوا: لا إله إلا الله. عندها خرجوا من بيت أبي طالب يقولون: أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب. كما روي عن ابن عبّاس.

﴿وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ﴾: خرجوا مسرعين، والملأ هم أعيان قريش زعماء قريش وصناديدهم، خرجوا مسرعين يقول بعضهم لبعض:

﴿أَنِ امْشُوا﴾: أن للتوكيد، امشوا: استمروا على عبادتكم آلهتكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>