للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿سَاحِرٌ﴾: أي سحرنا بأشياء فنراها على غير حقيقتها؛ أي: جاءنا بنوع من السّحر؛ لأنه أثر في أنفسهم، ولم يستطيعوا الحد من رسالته؛ فاتهموه بالساحر.

﴿كَذَّابٌ﴾: صيغة مبالغة كثير الكذب كأن حرفته الكذب أو دائماً يكذب، مع أنّهم قبل البعثة كانوا يصفونه بالصّادق الأمين، ولأنّه دعاهم إلى عبادة الله وحده وترك ما يعبد آباؤهم وأبطل عبادة الآلهة فاتهموه بالسّاحر والكذاب والشّاعر والمجنون كما اتهم فرعون وهامان وقارون موسى ﴿فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ﴾ [غافر: ٢٤].

سورة ص [٣٨: ٥]

﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ﴾:

﴿أَجَعَلَ﴾: الهمزة همزة استفهام إنكاري وتعجب.

﴿الْآلِهَةَ﴾: اللات والعزى ومناة الثّالثة وغيرها.

﴿إِلَهًا وَاحِدًا﴾: أي الله وحده لا إله إلا هو: إلهاً واحداً لا شريك له.

﴿إِنَّ هَذَا﴾: إنّ للتوكيد، هذا: الهاء للتنبيه، ذا اسم إشارة للقرب ويشير إلى: جعل الآلهة إلهاً واحداً.

﴿لَشَىْءٌ﴾: اللام للتوكيد، شيء: أمر.

﴿عُجَابٌ﴾: مثير للعجب، وعجاب: أشد صيغ المبالغة في العجب وهي أشد من عجيب وعجب، فهم عجبوا أن جاءهم منذر، وبما أنّهم وصفوه بالسّاحر والكذاب فقد أصبحت دواعي العجب كثيرة فلذلك أكّد بإنّ وأكد باللام، فهم عجبوا العجاب الشّديد أن جعل آلهتهم إلهاً واحداً.

لمقارنة قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ﴾، مع قوله تعالى في سورة ق آية

<<  <  ج: ص:  >  >>