﴿وَلَقَدْ﴾: الواو: عاطفة، لقد: اللام للتوكيد، قد للتحقيق؛ أي: قد أضل منكم جِبِلّاً كثيراً.
﴿أَضَلَّ مِنكُمْ﴾: ولقد أخرج الكثير منكم عن الصّراط المستقيم وأضلهم؛ أي: أغواهم وأبعدهم من الحق وزيّن لهم الباطل والشّرك ومعصية الله، أضل منكم الكثير بالوسوسة والتّزيين والإغراء والنّزغ.
﴿مِنكُمْ﴾: خاصة.
﴿جِبِلًّا﴾: خلقاً، وجبلاً مشتقة من كلمة الجبَل: الّذي يتميز بشدته وصلابته وعلوّه منهم كانوا كالجبال قوة وشدة.
﴿كَثِيرًا﴾: خلقاً أو أقواماً كثيرين كانوا أشداء وأقوياء، وكانوا أقوى منكم فأصبحوا جُنداً للشيطان وأتباعه.
واختار كلمة جبلاً؛ لأنّها تعني الكثرة والشّدة والغلظة.
﴿أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ﴾: أفلم استفهام للتوبيخ والإنكار، والفاء: للتوكيد أي: لمَ لا تفكرون بعاقبة أمركم من اتباع الشّيطان؟
أو: لو عقلتم لتوصلتم إلى الحق وتُبتم وأنبتم إلى ربكم ولما اتبعتم الشّيطان. أو: كيف ضللتم واتبعتم الشّيطان بعد أن حذرناكم منه وقلنا لكم: إنّه لكم عدو مبين. ولمعرفة الفرق بين أفلم، أولم، ألم: ارجع إلى سورة السجدة آية (٢٦)، وارجع إلى الآية (٣١) من نفس السورة.