للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد يسأل سائل ما ذنب الدّواب المسخرة، أي: المذلَّلة للإنسان؛ لأن هلاك وموت الدّواب الّتي هي مصدر غذاء الإنسان وقوته يعني: سلب الإنسان نعمة كبيرة تخلُّ براحته حين يبحث عنها فلا يجدها متوافرة.

ولنقارن هذه الآية (٤٥) من سورة فاطر: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا﴾.

مع الآية (٦١) من سورة النّحل: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَئْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾.

في آية فاطر: بما كسبوا، وفي آية النّحل: بظلمهم.

الكسب أعم وأشمل من الظلم، والظلم جزء من الكسب.

في آية فاطر: ما ترك على ظهرها، وفي آية النّحل: عليها.

على ظهرها يشمل كلّ ظهر الأرض عليها قد يعني: جزءاً من الأرض.

في آية فاطر: فإن الله كان بعباده بصيراً، وفي آية النّحل: لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.

الإنذار والوعيد أشد في آية فاطر مقارنة بآية النّحل.

<<  <  ج: ص:  >  >>