المناسبة: ثمّ يذكر الله سبحانه بعض الآيات الكونية الدّالة على نعمه على الخلق والدّالة على قدرته على البعث والنّشور.
﴿وَاللَّهُ الَّذِى أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا﴾: أرسل فعل ماضي فتثير سحاباً فعل مضارع، المجيء بالفعل المضارع بدلاً من أثارت سحاباً، تدل على حكاية الحال أيْ: كأن الأمر يحدث أمّام عينيك الآن وأنت تراه للدلالة على قدرته الرّبانية، ولأن إثارة السحاب يحدث في المستقبل؛ أي: بعد إرسال الرياح، وكذلك للدلالة على أنّ إرسال الرّياح فتثير سحاباً، أمر يتكرَّر ويتجدَّد باستمرار، وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٤٨) في سورة الروم، وهي قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِى يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا﴾: نجد أن يرسل: بصيغة المضارع، وليس بصيغة الماضي كما في الآية فاطر.
﴿فَسُقْنَاهُ﴾: الفاء تدل على التّعقيب والمباشرة.
سقناه: أيْ: سقنا السّحاب الّذي يحمل المطر إلى بلد ميت، ويعني: السحاب الركامي، وانظر كيف تحولت صيغة الغائب ﴿وَاللَّهُ الَّذِى أَرْسَلَ الرِّيَاحَ﴾ إلى صيغة المتكلم (سقناه) و (أحيينا) للدلالة على أهمية السوق والإحياء، وعبر بالفعلين الماضيين (سقناه وأحيينا) بعد المجيء بالفعل المضارع (تثير) للدلالة