للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كافة مكفوفة تفيد الحصر أو القصر؛ أي: لا أعظكم إلا بواحدة فقط، وما هذه الموعظة؟

﴿أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ﴾: أن للتعليل، تقوموا لله؛ أي: تتجرّدوا من كلّ هوى وشهوة واستعلاء وتقوموا مخلصين لله؛ أي: تقوموا بالعدل والقسط، وعند ذلك تعلمون الحق وأنّه ليس به جِنَّة؛ أي: برسول الله .

﴿مَثْنَى وَفُرَادَى﴾: أي تقوموا من عند رسول الله مثنى أو فرادى واحداً واحداً أو اثنين اثنين.

﴿ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا﴾: وليتفكر كلّ واحد منكم وحده، أو ليخلو بغيره اثنين اثنين فيتفكروا ليصلوا إلى الحق، والقيام هنا قيام تفكر، وتتفكروا بموضوعية وتجرّد من الهوى في أمر محمّد كيف كان فيكم وسيرته وأخلاقه، وهل علمتم كذباً عليه، وهل كان ساحراً أو كذاباً أو كاهناً أو فيه علامات من الجنون.

﴿مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾: ما: النّافية قوله تعالى: ما بصاحبكم، إشارة إلى أنّهم صاحبوه وعرفوا أحواله وعقله وأمانته بالصّحبة الطّويلة قبل أن يصبح رسولاً إليكم، من جنّة: من استغراقية، جنّة: أي ما به من أيّ علامة من علامات الجنون.

﴿إِنْ هُوَ﴾: إن نافية؛ أي: ما هو، هو ضمير فصل يفيد التّوكيد.

﴿إِلَّا﴾: أداة حصر.

﴿نَذِيرٌ لَكُمْ﴾: نذير من الإنذار وهو الإعلام والتّحذير؛ أي: منذر لكم محذّركم خاصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>