للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الّذين من قبلهم من الأمم والقرون الماضية، وتكذيب هؤلاء كأنّه سنّةٌ متبعة في الأمم.

﴿وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ﴾: ما النّافية، بلغوا: أي كفار مكة الّذين كذّبوا رسول الله ما بلغوا معشار: أي العشر؛ أي: عشرة في المئة أو (١/ ١٠) مما أتينا الأمم السّابقة من القوة وطول العمر وكثرة المال والبنيان، فحين كذّبوا رسلي فكيف كان نكير؛ أي:

﴿فَكَيْفَ﴾: استفهام يحمل معنى التّعجب والتّقرير.

﴿كَانَ نَكِيرِ﴾: من النّكر: ما يجهله الإنسان ويستغربه وينكره؛ لأنّه يظنه خطأً مع أنّه حقيقة وصواب، وأصلها: فكيف كان نكيري حذفت الياء، ونكير: اسم لشدة الإنكار، والإنكار يستلزم الجزاء على الفعل النُّكر بالعقاب فيصبح المعنى: ثمّ أخذت الّذين كفروا بعذاب ملائم لإنكارهم، فكيف كان انتقامي منهم أو عقوبتي لهم أو أخذي لهم. ارجع إلى سورة الكهف آية (٧٤) لمزيد من البيان، وبيان الفرق بين نكراً ونكير.

سورة سبأ [٣٤: ٤٦]

﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَىْ عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾:

بعد أن نبّه كفار قريش لما حدث لمن سبقهم من المكذبين من العقاب أو الهلاك، يعود ليخاطبهم عن طريق نبيهم:

﴿قُلْ﴾: قل لهم يا محمّد .

﴿إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ﴾: أي بموعظة واحدة، واستعمل (إنما) وهي

<<  <  ج: ص:  >  >>