﴿يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ﴾: أن: حرف مصدري يفيد التّوكيد والتّعليل، يصدكم: من الصّد: أي المنع؛ أي يمنعكم أو يصرفكم، والصّد يعني: المنع مع النّية والقصد، والمنع قد يكون مع القصد أو بدون قصد.
﴿عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ﴾: عن تفيد المجاوزة والمباعدة، أي يبعدكم عن، ما: للعاقل وغير العاقل، وهي اسم موصول بمعنى الّذي يعبد (أنزل الأصنام منزلة العقلاء) لأنّهم يعبدونها ويظنون أنها تشفع لهم، كان: للماضي والحاضر، آباؤكم: من الأصنام والأوثان والآلهة واللات والعزى.
﴿وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرًى﴾: ارجع إلى مطلع الآية، إلا: أداة حصر، إفك مفترى: أي القرآن ما هو إلا كذب متعمد مفترى؛ أي: لا حقيقة له، أي مختلق، والإفك يعني في الأصل: قلب الحقيقة، وقد بيّن ذلك في آيات أخرى كقوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ﴾ [الفرقان: ٤]، ﴿وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ﴾ [الأحقاف: ١١].
﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ﴾: للقرآن والرّسول أو لدين الإسلام، لما: ظرفية زمانية بمعنى: حين جاءهم، للحق: اللام لام التّوكيد، والحق هو: الصدق والأمر الثّابت الّذي لا يتغير، والذي ليس هناك غيره.
﴿إِنْ هَذَا﴾: إن نافية وأشد نفياً من ما وليس ولا.
﴿إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾: إلا أداة حصر؛ أي: القرآن أو الرّسول سحر لما رأوا تأثيره القوي في النّفوس والقلوب وكانوا يظنون أن كلّ شيء خارق للعادة سحر كما يؤثّر السّحر في الأنفس.