المناسبة: بعد قوله: ذوقوا عذاب النّار الّتي كنتم بها تكذبون، ولم تكذبوا بالنّار فقط بل كذبتم كذلك برسولنا محمّد ﷺ وكذبتم بالقرآن وآياته حين كانت تتلى عليكم.
﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ﴾: وإذا: الواو استئنافية، إذا: ظرفية شرطية تفيد الحتمية حتمية حدوث ما يذكر بعدها وهي التّلاوة، تتلى: من التّلاوة: والتّلاوة تخص القرآن وآياته وهي: قراءة الآيات الآية تلو الأخرى، وتتلى بصيغة المضارع تدل على التّجدد والتّكرار، بينما "تليت عليهم آياته" تعني مرة واحدة، عليهم: على المشركين والكفار، آياتنا: آيات القرآن الحكيم، وقوله:"آياتنا" تفيد الشّرف شرف هذه الآيات وقدرها العظيم عند الله تعالى ولم يقل وإذا تتلى عليهم الآيات، بينات: واضحات الدّلالة وظاهرات المعنى.
﴿قَالُوا﴾: أي الّذين كفروا وأشركوا.
﴿مَا هَذَا﴾: ما: للنفي، وغالباً ما تكون لنفي الحال وقد تنفي غيره وأقوى في النّفي من ليس، هذا: الهاء للتنبيه، ذا اسم إشارة للقرب وتعني النّبي رسول الله ﷺ وهم لا يقولون النّبي أو الرّسول وإنما: رجل.
﴿إِلَّا رَجُلٌ﴾: إلا: أداة حصر، رجل: أي محمّد ﷺ، رجل: بصيغة النّكرة ينكرون نبوته؛ أي: هو رجل كأيّ رجل وليس له أيّ مزية خاصة، ونسوا أنّهم كانوا يلقبونه: الصّادق الأمين.