فضلاً: الشّيء الزائد على غيره من الأنبياء؛ أي: آتيناه الكثير من النّعم الّتي لم نعطها لكثير من الأنبياء.
﴿يَاجِبَالُ أَوِّبِى مَعَهُ﴾: التّأويب: التّسبيح، وأوّبي: رجعّي معه ما يقول (كما يحدث في انعكاس صدى الصوت من الجبال) أي: ردّدي معه ما يقرأ من الزّبور أو الذّكر.
﴿وَالطَّيْرَ﴾: منصوب بالعطف على يا جبال، أو مفعول به أو على النّداء والتّقدير: يا جبال أوّبي معه ويا طير أوّبي معه؛ أي: ردّدي معه؛ أي: يا جبال ويا طيور سبّحي مع داود.
﴿وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ﴾: جعلناه ليِّناً بدون حاجة إلى النّار أو إلى المطرقة، وهذه من المعجزات الأخرى لداود ﵇، فكان الحديد في يده مثل العجين أو الطّين الصّلصال.
﴿أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ﴾: أن تعليلية (مصدرية) أو التّقدير: ألنّا له الحديد لعمل السّابغات، أو أمرناه أن اعمل سابغات، أو لأن يعمل سابغات: صفة للدروع؛ أي: اعمل دروعاً سابغات فذكر الصّفة وحذف الموصوف؛ لأنّ الصّفة تدل على الموصوف، والسّابغات: هي الدّروع الواسعة الّتي تغطي كامل الجسم (تلبس في الحرب).
﴿وَقَدِّرْ فِى السَّرْدِ﴾: السّرد: النّسج، ويقال لصانع الدّروع: سَرَّاد؛ أي: انسج الدروع بحيث تكون متناسبة الحلق فلا ضيقة ولا واسعة؛ أي: متّسقة بحيث