﴿وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا﴾: من بترول وغازات وبخار ماء ومعادن وكنوز (بواسطة الاستخراج والكشف) وبراكين والمياه، والنّبات والزّرع، من: ابتدائية ظرفية، وتكرار ما يفيد التّوكيد، وفصل الولوج عن الخروج والنّزول عن العروج.
﴿وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ﴾: من مطر وبقايا الأجرام السّماوية المتفككة فقد أشارت وكالة الفضاء الأمريكية أن هناك (١٧٠ مليون) قطعة من بقايا الأجرام السماوية تدور حول الأرض عليها تتراوح أحجامها بين (١ ملم)، وبعضها يقدر بـ (٣٠ ألف) بحجم البرتقالة، وبعضها القليل بحجم الأقمار الاصطناعية، ومعظم هذه البقايا تسقط في البحار والمحيطات التي تشكل (٧٠%) من حجم اليابسة، وهذا من رحمة الله تعالى، ولو سقطت القطع الكبيرة لسببت الدمار والخراب في الأرض. ارجع إلى سورة الشعراء آية (١٨٧) للبيان، أو ما ينزل من الملائكة وما ينزل من صواعق وبرق وبرد، وأشعة ضارة أو نافعة وغيرها.
﴿وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا﴾: العروج هو الصّعود بشكل مائل، ارجع إلى الآية (١٤) من سورة الحجر؛ أي: الملائكة والمركبات الفضائية والطّائرات والصّواريخ، ورياح وسحب وبخار ماء.
﴿وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ﴾: هذه هي الآية الوحيدة في القرآن الّتي قدّم الرّحيم على الغفور وبقية الآيات كلّها قدّم الغفور على الرّحيم؛ قد يكون والله أعلم أن الرّحمة عامة تشمل المؤمن وغير المؤمن، ولم يتقدّم هذه الآية أيّ ذكر عن المؤمنين أو غيرهم، وإنما فيها ذكر صفات وأسماء الله، فقدم الرحيم (لعامة الناس) على الغفور؛ لأنّ الغفران لا يكون إلا (لخاصة الناس) فقدم العام على الخاص، ولأن الرحمة تسبق المغفرة.
الرّحيم: بكم يحفظكم من عواقب ما يحدث في الأرض من الولوج