للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ﴾: أيْ: بعد النّهي: لكن استدراك يفيد التّوكيد، ما تعمَّدت قلوبكم: أي: التّعمُّد والقصد في مخالفة أوامر الله بعد نزول الحكم عندها يكون عليكم جناح أيْ: إثم. ارجع إلى سورة النّساء آية (١٠١) لبيان معنى جناح.

﴿وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾: كان تشمل كلّ الأزمنة الماضي والحاضر والمستقبل، غفوراً: صيغة مبالغة، غفوراً لمن تاب وأصلح ورجع عن خطئه، رحيماً: صيغة مبالغة، لم يعجل بالعقوبة لمن عصى وأخطأ لعله يتوب وبعد أن يتوب يقبل توبته ويغفر له. يغفر الذنوب جميعاً إلا الكفر والشّرك به.

سورة الأحزاب [٣٣: ٦]

﴿النَّبِىُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِى الْكِتَابِ مَسْطُورًا﴾:

﴿النَّبِىُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ﴾: أولى: أحق، ولهذه الآية عدة معانٍ، منها:

١ - إذا دعاهم الرّسول إلى شيء مثل الخروج في سبيل الله ودعتهم أنفسهم إلى شيء آخر كانت طاعته أولى (أحق) من طاعة أنفسهم، أيْ: إذا تعارض مراد الرّسول مع مراد أحد من النّاس أن يقدم مراد الرّسول كائناً من كان، وأن يفدوه بأنفسهم وأموالهم وأولادهم، أي: الرّسول أوّلاً وأنفسهم ثانياً.

٢ - أيْ: له الحق أن يحكم فيهم بما يشاء أو يقضي بينهم بما يشاء، أيْ: حق النّبي من أعظم الحقوق.

<<  <  ج: ص:  >  >>