للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وليس في هذه الآيات الأربع نداء أو خطاب إلى رسول الله ، وإنما إخبار عن شأن من شؤونه .

ففي كافة القرآن لم ينادِ الله نبيه محمّداً إلا بقوله: يا أيّها النّبي، أو يا أيّها الرّسول تشريفاً له.

وفي سياق الرّسالة والدّعوة والتّبليغ يخاطبه أو يناديه: يا أيّها الرّسول كقوله: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ [المائدة ٦٧].

وفي سياق الجانب الشّخصي أو الفردي أو الاجتماعي يخاطبه أو يناديه يا أيّها النّبي ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ قُلْ لِّأَزْوَاجِكَ﴾ [الأحزاب: ٢٨]، وكقوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ قُلْ لِمَنْ فِى أَيْدِيكُم مِنَ الْأَسْرَى﴾ [الأنفال: ٧٠].

ولنعلم أنّه حين ينادي أو يخاطب الله تعالى رسوله ؛ المقصود بالنداء والخطاب هو أمته؛ لأنّه هو قائد ورسول هذه الأمة وقدوتها.

واعلم أنّ كلّ رسول هو نبي، وليس كلّ نبي رسولاً.

﴿اتَّقِ اللَّهَ﴾: تعريف التّقوى بشكل عام أن تتقي سخط الله وغضبه وناره، بأن تجعل بينك وبينه وقاية، أيْ: حاجزاً يمنع عنك سخطه وغضبه وناره ويتم ذلك بامتثال وإطاعة أوامره وتجنب نواهيه. والسّؤال: كيف يأمر الله ﷿ رسوله بالتّقوى وهو سيد المتقين؟

وقوله: اتق الله؛ أي: استقم على تقوى الله تعالى، كما قال تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾ [هود: ١١٢]، والتّقوى بالنّسبة للرسول غير التّقوى بالنّسبة لسائر الخلق، أو كما قلنا: الخطاب إلى الرّسول والمراد به أمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>