للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعظم المخلوقات على الإطلاق، وبما أنّه سبحانه قال: (ليس كمثله شيء) فالأفضل عدم الخوض في الغيب بدون علم.

﴿مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِىٍّ وَلَا شَفِيعٍ﴾: ما: النّافية، لكم: اللام للاختصاص فهو الّذي خلق السّموات والأرض وما بينهما بالحق، فهو الإله الحق واجب الوجود الّذي يجب أن يُعبد، ومالكم من دونه من ولي ولا شفيع.

من دونه: من سواه أو من غيره، من: ابتدائية استغراقية تستغرق كلّ ولي يشفع، والولي اشتقّت من: الولي؛ وهو الّذي يليك؛ أي: القريب منك (من الأقارب)، أو غيرهم؛ أي: ما لكم من ولي: يتولى ويرعى مصالحكم ويدبر أموركم.

﴿وَلَا شَفِيعٍ﴾: تكرار (لا) النّافية يفيد توكيد النّفي، شفيع: الّذي يشفع لكم أو يتوسط لكم لدفع العذاب أو الضّر أو تخفيفه إذا عبدتم غيره أو أشركتم به.

﴿أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ﴾: الهمزة همزة استفهام إنكاري وتوبيخ على عدم التذكر وتعجب، ألا: أداة تنبيه وحض.

أفلا تتذكرون: إن الله خالق السّموات والأرض وما بينهما هو الإله الحق فتعبدوه وتوحّدوه وتؤمنوا به، ولا تنسوا ذلك أبداً، ولو احتاج هذا الحدث خلق السموات والأرض إلى زمن طويل للتأمل والتفكير.

أفلا تتذكرون ولم يقل أفلا تذكرون، تتذكرون تحتاج إلى زمن أطول للتذكر؛ لأنّ السّياق في الصد عن الشّرك وعبادة الأصنام، فهم يحتاجون إلى زمن أطول للتذكر والتّفكر والتّأمل ليهتدوا إلى التّوحيد، أمّا تذكرون: تحتاج زمن أقصر للتذكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>