للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿لِتُنْذِرَ﴾: اللام للتعليل، تنذر: من الإنذار وهو الإعلام والتّحذير من القيام بعمل أو أمر حرّمه الله سبحانه؛ لتنذرهم بأس الله وعذابه إذا استمروا على شركهم وكفرهم، ولم يقل لتبشر أيضاً؛ لأنّ السّياق في الحديث عن الكفار، وليس هناك ما يدعو إلى تبشيرهم.

﴿قَوْمًا﴾ أي: قومك أهل مكة (قريش) ومن يأتي بعدهم.

﴿مَا أَتَاهُمْ﴾: ما النّافية، أتاهم: جاءَهم.

﴿مِنْ﴾: ابتدائية استغراقية.

﴿نَذِيرٍ﴾: صيغة مبالغة في الإنذار؛ أي: كثير الإنذار، نذير من قبلك.

﴿مِنْ قَبْلِكَ﴾: من للقرب؛ أي: ما أتاهم من نذير من قبلك؛ أي: لم يبعث الله إلى قريش رسولاً من قبلك.

قبلك: يا محمّد فقد كان بين عيسى ومحمّد ما يقارب (٥٦٠) سنة بدون نذير أو نبي …

﴿لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾: لعل: للتعليل، لعل هذا القرآن والنذير؛ أي: رسول الله والتّبليغ والتّحذير يهتدون به إلى الصّراط المستقيم (الإسلام)؛ أي: يؤمنوا ويوحدوا الله سبحانه.

ومنهم من قال: لعل تفيد الرجاء؛ أي: رجاء هدايتهم بعد ضلالهم، ولا تعني الترجّي من الله تعالى، وقد يكون من رسول الله .

ولو نظرنا إلى الآيتين (٢، ٣) معاً نرى أن: تنزيله من رب العالمين ولا ريب في ذلك ثمّ أضرب (أبطل) وأنكر قولهم: (أم يقولون افتراه) ثمّ عاد إلى إثبات أنّه الحق من ربك.

<<  <  ج: ص:  >  >>