﴿أَمْ﴾: الهمزة للاستفهام، أم المنقطعة بمعنى: بل يقولون افتراه، أو للإضراب الانتقالي من جملة إلى جملة.
﴿يَقُولُونَ افْتَرَاهُ﴾: يقول كفار مكة وغيرهم: إن هذا القرآن غير منزل من الله، هو افتراءٌ على الله وكذب متعمد مختلق، يقولون: تدل على التّجدد والتّكرار وبحكاية الحال؛ أي: استحضار ما قالوه في الماضي إلى الحاضر؛ لبشاعته والتعجب منه، والنّون في (يقولون) للتوكيد، افتراه: من الافتراء وهو: الكذب المتعمد المختلق؛ أي: افتراه محمّد ﷺ واختلقه من تلقاء نفسه وأعانه عليه قوم آخرون: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ﴾ الفرقان آية: (٤).
﴿بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾: بل: للإضراب الإبطالي؛ أي: تبطل ما قبلها، (قولهم افتراه): وتثبت ما بعدها (هو الحق من ربك)، هو: ضمير يفيد التّوكيد، هو: تعني الكتاب أو القرآن.
﴿الْحَقُّ﴾: أي: الكتاب هو الحق، والحق هو الكتاب؛ الحق من ربك، أو منزل من ربك بالحق، والحق هو الأمر الثّابت الّذي لا يتغير أو يتبدل؛ أي: الصّدق الّذي لا يطرأ عليه أيّ تبديل أو تغيير.