﴿وَوَصَّيْنَا﴾: عهدنا فيها معنى التكليف والإلزام، وهي بصيغة الجمع والتعظيم.
وصّينا بالتشديد، ولم يقل وأوصينا، ووصّينا من فعل وصّى؛ للمبالغة في الوصية فيها حثٌّ واهتمام وتوكيد من فعل أوصى بمعنى: طلب منه؛ أي: ترك له وصية، فأوصى تستعمل في الأمور المادية.
وصية في أمور الدين مثل التوحيد والإحسان إلى الوالدين، وفيها تكليف، بينما أوصينا بدون تشديد وتستعمل غالباً في المواريث كقوله: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِى أَوْلَادِكُمْ﴾ [النّساء: ١١]؛ ارجع إلى سورة النساء آية (١١) لمزيد من البيان في أوصينا ووصينا. وإدراج الوصية بالإحسان للوالدين بعد النهي عن الشّرك في كثير من الآيات يدل على أهمية الإحسان إلى الوالدين وصلة الرحم. ارجع إلى سورة العنكبوت آية (٨) لمزيد من البيان، والمقارنة، وتكررت آية ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ﴾ في ثلاث آيات هي: سورة العنكبوت آية (٨)، ولقمان آية (١٤)، والأحقاف آية (١٥)، واقترنت بالوالدين إحساناً بعبادة الله في أربع آيات: في سورة البقرة آية (٨٣) وهي قوله تعالى: ﴿لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾، وفي سورة النساء آية (٣٦) وهي قوله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾، وفي سورة الأنعام آية (١٥١) وهي قوله تعالى: ﴿أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾، وفي سورة الإسراء آية (٢٣) وهي قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾.