للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿فَإِنَّ اللَّهَ﴾: الفاء رابطة للجواب، إن: للتوكيد.

﴿غَنِىٌّ﴾: عن خلقه وعن شكرهم وحمدهم وعبادتهم.

﴿حَمِيدٌ﴾: صيغة مبالغة على وزن فعيل، أبلغ من محمود على وزن مفعول.

محمود في ذاته قبل أن يوجد من يحمده من خلقه؛ لأنه يستحق الحمد على كل شيء، حميد على الدوام، حميد من خلقه.

غني حميد: يدل على الكمال؛ لاجتماع الغنى والحمد، فقد يكون غنياً وغير حميد أو حميداً وغير غني.

ولو قارنّا هذه الآية من سورة لقمان: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ حَمِيدٌ﴾ مع الآية (٨) من سورة إبراهيم في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَنْ فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِىٌّ حَمِيدٌ﴾، نجد زيادة اللام في آية سورة إبراهيم: ﴿لَغَنِىٌّ حَمِيدٌ﴾ والتي تدل على التّوكيد؛ لأن آية سورة إبراهيم فيها: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَنْ فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾ ومن هذه استغراقية؛ تعني: كل كفار الأرض، وقال: (جميعاً) توكيداً، لذلك أكَّد مقابل ذلك بقوله: ﴿لَغَنِىٌّ حَمِيدٌ﴾.

وقوله: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا﴾: بصيغة المضارع التي تدل على تجدد كفرهم وتكراره، فسبحانه أبداً (لغني حميد) ولو كفر كل أهل الأرض جميعاً وتجدد كفرهم واستمر.

أما الاختلاف بين آية النّمل (٤٠)، وآية لقمان (١٢):

آية النّمل: ﴿وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِىٌّ كَرِيمٌ﴾: ومن شكر (مرة واحدة) فإنما يشكر لنفسه، ومن كفر فإن ربي غني كريم.

<<  <  ج: ص:  >  >>