ويستعمل ﴿تَمِيدَ بِهِمْ﴾ في سياق تبيان عظمته وقدرته سبحانه.
﴿وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ﴾: البث: النَّشر فيها (في الأرض)؛ من: استغراقية، والدابة: كل ما يدبّ على الأرض؛ أي: يمشي على الأرض من الحيوانات عامة والثقلين الإنس والجن؛ ارجع إلى سورة البقرة آية (١٦٤)، والعنكبوت آية (٦٠) لبيان معنى دابة.
﴿مِنْ﴾: استغراقية تستغرق كل دابة، وأحياناً قالوا: الدابة تشمل الإنسان والجن والحيوان. ارجع إلى سورة العنكبوت آية (٦٠) لبيان معنى دابة.
وهذا البث والنَّشر آية من آيات الله تعالى، فكل دابة موزعة على سطح وباطن الأرض تشكل أمماً أمثالنا.
﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾: بعد أن ذكر وألقى وبثّ قال: وأنزلنا.
﴿وَأَنزَلْنَا﴾: ولم يقل وأنزل، أسند الإنزال إليه سبحانه واستعمل ضمير التعظيم.
﴿مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾: من السماء من السُّحب الرُّكامية، ماءً: ماء المطر، والسماء تعريفها: كل ما يعلوا الإنسان فالسماء تعني: السحب.
﴿فَأَنبَتْنَا فِيهَا﴾: في الأرض. أنبتنا: للتعظيم، أو الجمع، وتعني: مشاركة الإنسان في عملية الإنبات، والزرع والحرث وغيرها.
﴿مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾: من استغراقية، كل زوج كريم، زوج: صنف.
زوج كريم: البالغ في الجودة الكثيرة والخير والنفع، كثير النفع.
وحين يتحدث عن البهجة والسرور على نفس الناظر يقول زوج بهيج. ارجع إلى سورة الشعراء آية (٧) للبيان المفصل في معنى زوج كريم وزوج بهيج.