﴿آمَنُوا﴾: بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾: الفرائض وما أمر الله به، وقدّم الإيمان على العمل الصّالح؛ لأنّه الأصل، فالعمل الصّالح بدون الإيمان والتّوحيد لا جدوى منه، وحين يقول: الّذين يعملون الصّالحات تعني: الاستمرار في عمل الصّالحات والتّجدد والتّكرار والارتقاء في العمل الصّالح.
﴿لَنُكَفِّرَنَّ﴾: اللام للتوكيد، وكذلك النّون لزيادة التّوكيد، كان بالإمكان القول لنكفر عنهم سيئاتهم، والتّكفير يعني السّتر؛ أي: يسترها على العبد في الدّنيا؛ أي: يمحوها ولا يعاقب عليها في الآخرة.
﴿عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ﴾: ولم يقل من سيئاتهم، (عنهم سيئاتهم) تشمل كلّ السّيئات: جمع سيئة؛ أي: الصغائر (صغائر الذنوب)، وأما الكفر والشّرك والكبائر، فلا بد من التوبة (بأركانها)، والسيئة: وهي المعصية أو الأمر المنهي عنه، أمّا قوله:(من سيئاتهم)؛ أي: بعض سيئاتهم كقوله تعالى: ﴿وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [البقرة: ٢٧١].
﴿أَحْسَنَ الَّذِى كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾: فالله سبحانه لا يقف عند محو السّيئات والعفو بل يجازيهم: يثيبهم على فعل الحسنات ولا يطرح السّيئات من الحسنات، وهذا