وهذا الوعد بردِّه إلى معاده من أنباء الغيب، وفيه بشارة وليطمئن قلب النّبي ﷺ.
﴿قُلْ رَّبِّى أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِى ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾: وقل لهم إذا اتهموك بأنك صبأت عن دين آبائك، أي: خرجت عن دين آبائك.
قل لهم: ﴿رَّبِّى أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى﴾: الله أعلم ولم يقل: يعلم، أعلم على وزن أفعل صيغة مبالغة في العلم، من: اسم موصول بمعنى الذي، جاء بالهدى: من عند الله؛ أي: النّبي ﷺ.
﴿وَمَنْ هُوَ فِى ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾: من: اسم موصول بمعنى الّذي، هو ضمير فصل يفيد التّوكيد. في: ظرفية، ولم يقل: ومن هو من الضالين؛ لأن في: تعني منغمس في الضلال، وراسخ فيه سابقاً، وفي ضلال مبين: جملة اسمية تدل على الثبوت، وشدة ضلالهم وإحاطة ضلالهم بهم من كل جانب؛ أيْ: أنتم أيها المشركون الضّالون، في ضلال مبين، ضلال مبين: انحراف وبعد عن الصّواب والحق، ضلال مبين: واضح وبين لكل فرد ينظر فيه ومبين لنفسه لا يحتاج إلى دليل وبرهان.
المناسبة: هوِّن عليك واطمئن يا محمّد ﷺ، ولا تستبعد أن نردك إلى مكة فاتحاً منتصراً، فهل كنت ترجو أو تتوقَّع أن يُلقى إليك الكتاب، أيْ: ينزل عليك القرآن أو الوحي قبل بعثتك.
﴿وَمَا كُنْتَ﴾: ما النّافية، كنت قديماً.
﴿تَرْجُوا أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ﴾: ترجو من الرّجاء هو الظّن بوقوع الخير