﴿لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ﴾: لعل للتعليل، تصطلون: تستدفئون فقد كان الزّمن زمن شتاء وبرد، والاصطلاء: القرب من النّار للإحساس بالدّفء أصلها تصتلون أبدلت التّاء طاء لقرب المخرجين وسهولة النّطق.
انتبه: استعمل أو بدل الواو، كان باستطاعته القول: سآتيكم منها بخبر وآتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون، واستعمل أو بدلاً من الواو، أيْ: إذا لم يظفر بحاجياته على الأقل يظفر بواحدة.
﴿فَلَمَّا﴾: الفاء للترتيب والتّعقيب، لما ظرفية زمانية بمعنى حين.
﴿جَاءَهَا﴾: أي: وصل إليها بمشقة وصعوبة جاء فيها معنى المجيء بمشقة وصعوبة بعكس أتاها: فيها معنى المجيء بسهولة، ومعنى آخر هو أتى تعني هو في طريقه ولم يصل بعد مقارنة بقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا﴾ [القصص: ٣٠].
﴿نُودِىَ﴾: النّداء خطاب مباشر.
﴿أَنْ﴾: للتوكيد والتّعليل.
﴿بُورِكَ مَنْ فِى النَّارِ﴾: بورك أصلها بارك أو تبارك أبدلت الألف واو لسكونها وتحرك ما قبلها، وكما روي عن ابن عباس في قوله: بورك؛ يعني:﵎ من في النار؛ النار: قيل ليست ناراً وإنما نوراً، وقيل: نورَ رب العالمين وقالوا: من في النّار: من ابتدائية، وفي ظرفية، النّار أي: تبارك موسى ﵇ من في النار وهو الأعم، وقد تشمل أيضاً كلّ شيء وقع عليه نور الله الشّجرة والطّور والوادي حتّى العصا الّتي في يد موسى والبقعة المباركة الّتي ذكرها في سورة القصص. وقيل: أيضاً الملائكة.
وإذا قيل: إنّ النّار هي حقيقة نار فهي نار لا تحرق؛ لأنّه ﷾ نزع