﴿وَسَيَعْلَمُ﴾: السّين للاستقبال القريب، أي: سيعلمون عن قريب (بعد موتهم وإن طال أجلهم فهو قصير وفجأة) أو سيعلمون في دنياهم قبل موتهم كما حدث في معركة بدر وحنين وفتح مكة.
﴿الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾: أي: الّذين أشركوا بالله أو الكفار وظالمو النّاس وأنفسهم بإعراضهم عن آيات الله وذكره، وبقولهم أنّ القرآن شعر أو قول كاهن.
﴿أَىَّ﴾: للاستفهام والإبهام.
﴿مُنقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾: منقلب مصير أو مرجع أو حالة إليها ينقلبون.
وهناك فرق بين المنقلب والمرجع، المرجع: هو العودة إلى الحال الّتي كان عليها قبل وقوع الحدث، والمنقلب: هو العودة إلى الحال غير الحال الّتي كان عليها قبل وقوع الحدث، والمنقلب قد يكون سيِّئاً أو حسناً.
وتنكير المنقلب وإبهامه للتهويل والتّعظيم، ليترك للعقل أن يتصور كلّ أنواع السّوء الّتي سيصير إليها، وفي الآية تهديد ووعيد لهؤلاء الّذين ظلموا للكف والتّوبة والرّجوع إلى الله.
ولا بُدَّ في الختام من القول أنّ الإسلام يفرِّق بين الشّعر المحرَّم والشّعر المباح: فالشّعر المحرم هو الّذي يخالطه الشّرك والهجاء والشّتم والنّياحة والفحش والخبث والفجور أو الخنى والكذب والباطل، وأمّا الشّعر المباح فهو الّذي يحثُّ على الجهاد والوطن والفضيلة والدّار الآخرة.