﴿لَعَلَّكَ﴾: لعلَّ للتعليل، والكاف للخطاب والمخاطب هو رسول الله ﷺ.
﴿بَاخِعٌ نَّفْسَكَ﴾: اسم فاعل قاتل أو مهلك نفسك من شدة الحرص على إيمانهم وتلهقاً على نجاتهم؛ باخع أصل هذه الكلمة من البخاع، وهو وريد دم قريب من عظام الفقرات في الرّقبة، وباخع: اسم فاعل بخع: أي ذبح؛ أيْ: أنت حريص على إيمانهم وقاتل نفسك كمن يذبح نفسه حتّى يصل الذبح إلى البخاع، أيْ: إلى فقرات عظام الرقبة وكما قال تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾ [الكهف: ٦].
﴿أَلَّا﴾ أن ولا: أن مصدرية تعليلية، ولا النّافية.
﴿يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾: أيْ: لعدم إيمانهم وتصديقهم برسالتك، أيْ: لا تكلف نفسك فوق طاقتها فإنما عليك البلاغ.
﴿نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِنَ السَّمَاءِ آيَةً﴾: نشأ: من المشيئة هي ابتداء العزم على الفعل. والمشيئة مُلزمة ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن؛ أي: واجبة؛ أي: واقعة، ولا تتغير، وتختلف عن الإرادة؛ ارجع إلى سورة الحج آية (١٤) لمزيد من البيان. آية من السماء مثل صاعقة أو صيحة أو نار أو ريح مدمرة ترغمهم على الإيمان