للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والرؤية هنا رؤية قلبية فكرية. من: للعاقل بمعنى الّذي ﴿مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾: جعل هواه إلهاً لنفسه بأن أطاع هواه معرضاً عن الاستماع إلى الرّسول وإلى ما أنزل الله.

قال ابن عباس: كان أحدهم يعبد الحجر فإذا رأى أحسن من الحجر رمى به وعبد غيره.

فكلما اشتهى شيئاً فعله بلا عقل ولا فكر.

﴿أَفَأَنْتَ﴾: الهمزة همزة إنكار. والمخاطب هو رسول الله .

﴿تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا﴾: أيْ: موكلاً ومسؤولاً عنه بتوجيهه ليترك هواه ويتبع الحق.

أو مسؤولاً عن هدايته.

أو حفيظاً عليه تتولى هدايته وعليك أن تخرجه من الضّلال إلى النور وتردُّه إلى الإيمان قسراً وكرهاً.

والجواب: لا طبعاً ﴿فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [آل عمران: ٢٠].

وتقديم عليه يفيد الاختصاص، عليه خاصة وكيلاً فقط.

ولم يقل: أفأنت تكون وكيلاً عليه (أيْ: عليه وعلى غيره)؛ لأن رسول الله هدى الكثير واستجاب له الكثير، وهو قادر على الهداية إلى الصراط المستقيم ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى: ٥٢]. والهداية الخاصة لا تكون إلا بإذن الله سبحانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>