﴿وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا﴾: معيناً ومساعداً في تبليغ الرسالة. ارجع إلى الآية (٢٩) من سورة طه للبيان. وفي هذه الآية تعريض بالرد على المشركين الذين قالوا: ﴿لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا﴾؛ أي: أن موسى لما طلب أن يكون له وزيراً (مساعداً) واستجاب له ربه بهارون، ولم يؤيده بملك من الملائكة كما يقترح كفار مكة، وإنما أيده برسول مثله.
انتبه إلى قوله: الّذين كذبوا بآياتنا: كيف وقع التكذيب منهم بآياتنا ولم يحدِّد ما هي الآيات، هل هي الآيات التسع، أم بالآيات الكونية وهم لم يذهبا بعد إلى قوم فرعون.
التكذيب هنا قد يعني بالآيات الكونية الدالة على وحدانية الله تعالى، أو الآيات الّتي جاء بها الرّسل من قبلهم، أو يخبرنا الله تعالى بالنتيجة وبأنهم لن يؤمنوا من علمه الأزلي وما في اللوح المحفوظ.
﴿فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا﴾: بإغراقهم في اليم (البحر) ودمر: قضينا عليهم وأهلكناهم من دون إذن أو سابقة إنذار.