بعد أن أثنى سبحانه على ذاته، وذكر خمسة أمور هي: نزل الفرقان، وله ملك السّموات والأرض، ولم يتخذ ولداً، ولم يكن له شريك في الملك، وأنه خلق كلّ شيء فقدره تقديراً، جاء بـ (٦) أدلة وبراهين قاطعة أو أسباب على أن ما يعبدون من دونه من آلهة لا تستحق العبادة فقال:
﴿وَاتَّخَذُوا﴾: من الاتخاذ بمعنى: التصيير والجعل، أو عبدوا. ارجع إلى الآية السّابقة (٢).
﴿مِنْ دُونِهِ آلِهَةً﴾: الآلهة: مثل الأصنام والأوثان آلهة يعبدونها.
الدليل الأوّل: على أنها آلهة باطلة لا تسمع ولا تبصر، ولا تعقل ولا تغني شيئاً ﴿لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا﴾: مهما كان هذا الشّيء صغيراً أو كبيراً ومهما كان نوعه حتى الذباب، كما ذكر ذلك سبحانه في سورة الحج آية (٧٣) ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ﴾.
الدليل الثّاني: ﴿وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾: أيْ: هذه الآلهة هي نفسها مخلوقة، خلقها الخالق، فكيف تخلق؟
الدليل الثّالث: ﴿وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا﴾: أيْ: لا تملك لأنفسها ولا لغيرها ضراً؛ أيْ: لا تضر من يعصيها أيَّ شيء ولا تنفع من يعبدها