للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة المؤمنون [٢٣: ١٨]

﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِى الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ﴾:

﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ﴾: أنزلنا بصيغة الجمع للتعظيم، من السّماء: من السّحب الركامية ماءً: ماء المطر، والسّماء لغة تعريفها: كلّ ما علاك فالسّحب يمكن أن تسمَّى سماء، والآية تتحدث عن دورة الماء حول الأرض، وليس عن منشأ الماء.

﴿مَاءً بِقَدَرٍ﴾: بحساب دقيق بحيث تكون كمية الماء المتبخرة من البحار والمحيطات واليابسة تقارب كمية المطر المنزل من السّحب، فقد قدر العلماء أنّ كمية الماء الّتي أخرجها الله من الأرض كانت حوالي (١، ٤٠٠ مليون كم ٣) يتبخَّر منها كلّ سنة حوالي (٦٠٠، ٠٠٠ كم ٣) منها (٥٠٠، ٠٠٠ كم ٣) من البحار والمحيطات و (١٠٠، ٠٠٠ كم ٣) من اليابسة، ثمّ يعيد منها على اليابسة (١٦٥، ٠٠٠ كم ٣) بزيادة (٦٥، ٠٠٠ كم ٣) تؤخذ من مياه البحار والمحيطات ويعيد على البحار والمحيطات (٤٣٥، ٠٠٠ كم ٣) تلعب دوراً مهماً على سطح اليابسة كعوامل التعرية وتكوين التّربة وتركيز المعادن وتلطيف الجو المناخ وتغذية التّربة بكميات معلومة مقدرة الكمية يعلمها الله سبحانه، وأين تنزل على سطح الأرض بقدر قد يكون ضئيل قد يسبب القحط أو معتدل أو كبير يسبب الفيضانات وهلاك الحرث والنّسل وماء المطر يتشكل من البخار الصّاعد من الأرض فتحمله الرّياح حيث يشاء الله.

وهذه السحب المشكَّلة من بخار الماء غير قادرة على إنزال المطر، فلا بُدَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>