وكما أن عليه يصون ويحفظ فرجه عليه أن يحفظ الأمانة والعهد، فالأمانات والعهود والفروج مسؤول عنها.
﴿لِأَمَانَاتِهِمْ﴾: اللام لام الاختصاص، الأمانات: جمع أمانة: أمانة للخلق وهي ما يكون لغيرك عندك من مال أو متاع أو حق أو وديعة وأمانة الخالق، وهي امتثال، أيْ: طاعة أوامر الله وتجنب نواهيه، أيْ: تأدية التّكاليف الشّرعية، والأموال المودعة والنذور والعقود والأيمان وغيرها، والأمانة أعم وأشمل من العهد.
﴿وَعَهْدِهِمْ﴾: العهد يضم الوعود والعقود والمواثيق والأيمان والنّذور. ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٧). وقدم العام (الأمانة) على الخاص وهو العهد؛ لأن كل عهد أمانة.
﴿رَاعُونَ﴾: من الرّعي:، أي: الحفظ والتّنفيذ، أيْ: تأدية الأمانات إلى أهلها ويوفون بالعهد، وراعون هي صفة ثابتة لهم. وراعون: مشتقة من رعى (أي: الرعي)، أو الرعية؛ أي: تولى الأمر وتفقد رعيته أو غنمه بالحفظ والرزق والطعام والشراب.
﴿وَالَّذِينَ هُمْ﴾: ارجع إلى الآية (٣). في الآية (٢) قال تعالى: خاشعون وفي هذه الآية يحافظون، وهذا ليس تكراراً؛ لأنّ الخشوع غير المحافظة على الصّلاة.
﴿عَلَى صَلَوَاتِهِمْ﴾: الصلاة: اسم مصدر من فعل صلى، وفي سورة المعارج آية (٣٤) قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ فما هو الفرق؟ الصلوات أعم من