كما روى أبو سعيد الخدري عن النّبي ﷺ قال: يجيء النّبي يوم القيامة ومعه الرّجل، ويجيء النّبي ومعه الرجلان، ويجيء النّبي ومعه أكثر من ذلك، فيقال لهم: أبلغكم هذا؟ فيقولون: لا، فيقال للنبي: أبلغتهم؟ فيقول: نعم، فيقال: من يشهد لك؟ قال: محمد وأمته، فيشهدوا أن الرسل قد بلغوا … إلى نهاية الحديث الّذي أخرجه البخاري والإمام أحمد والتّرمذي والنسائي وابن ماجه.
﴿فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾: يعود سبحانه إلى ذكر الصّلاة مرة أخرى، ففي الآية السّابقة قال:(يا أيها الّذين آمنوا اركعوا واسجدوا) كناية عن الصّلاة، فأقيموا الصّلاة بأركانها وشروطها وسننها، وخشوعها وأوقاتها والدّوام والمحافظة عليها؛ لأنّها الفريضة الملازمة للمؤمن، وعماد الدّين، وفيها تكرار الولاء لله سبحانه في اليوم خمس مرات، وبها يستمر ذكر الله.
﴿وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾: وذكر الزّكاة مع الصّلاة؛ لأنّها من أهم العبادات. ارجع إلى سورة البقرة آية (٤٣) لمزيد من البيان في معنى الزكاة.
﴿وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ﴾: بالله: الباء للإلصاق والاستمرار، التجِؤوا إليه في جميع أموركم وحوائجكم، وتمسّكوا بدينه وشرعه وبكتابه وسنّة رسوله ﷺ.
﴿هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾: هو: للحصر والتوكيد؛ هو الرّب المتولّي أموركم والمدبّر شؤونكم وناصركم، وما دام هو مولاكم: فنِعم المولى ونِعم النّصير، الفاء: للتوكيد.
نِعم المولى ونِعم النّصير: تكرار فعل المدح (نعمَ) مرّتين؛ ليكون كلٌّ منهما منفصلاً عن الآخر؛ أي: له كمال الأمرين أو الصّفتين: الولاية والنّصر.