﴿كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ﴾: كل الأمم والأحزاب أو الفرق، إلينا: تقديم إلينا يدل على الحصر؛ أيْ: إلينا وحدنا، راجعون: للحساب والجزاء.
انتبه إلى الانتقال من صيغة المخاطب في الآية (٩٢) إلى صيغة الغائب في الآية (٩٣)، أصل الكلام: إنّ هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون، وتقطعتم أمركم بينكم، عدل عن هذا إلى قوله: وتقطعوا أمرهم بينهم، للتنبيه أو للفت انتباه السّامع إلى الفعل الشّنيع الّذي فعلوه وهو التّفرق في الدِّين.
ولمقارنة هذه الآية (٩٣) ﴿وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ﴾ والآية (٥٣) من سورة المؤمنون: ﴿فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾:
في سورة المؤمنون قال: فتقطعوا بينهم زبراً: الفاء تدل على المباشرة والتّعقيب، أيْ: مباشرة تفرَّقوا وتقطعوا أمرهم بينهم، ومن دون فاصل زمني وأضاف كلمة (زبراً) تفيد التّوكيد توكيد التّفرق؛ مما يدل على أنّ المخاطبين في سورة المؤمنون مبالغين في التّفرق، أيْ: أشد تفرقاً وكفراً من المخاطبين في سورة الأنبياء.
﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ﴾: من ابتدائية، يعمل من الصّالحات ولم يتشيع أو يتحزب أو يفرق دينه ويعمل من الصّالحات، أيْ: الأعمال الصّالحة من الأقوال والأفعال، وما جاءت به الرّسل وهو مؤمن، أيْ: العمل الصّالح المقرون بالإيمان.
﴿وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾: هو ضمير فصل للتوكيد على كونه مؤمناً.