للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(١٣٩ - ١٤٨): ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ فَئَامَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾.

﴿فَنَادَى فِى الظُّلُمَاتِ﴾: وهو في فم الحوت في الظّلمات: جمع ظلمة: ظلامات البحر فقد اكتشف العلماء أكثر من عشر ظلمات للبحر. ارجع إلى سورة النور آية (٤٠) للبيان، وظلمة الليل، وظلمة فم الحوت.

﴿أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾: أن: للتوكيد. بدأ بالتّوحيد لا إله إلا أنت، ثمّ بالتّنزيه سبحانك، ثمّ بالاستغفار والاعتراف بالذّنب، إني كنت من الظّالمين.

روى البخاري ومسلم أنّ رسول الله قال: «لا تفضِّلوني على يونس ابن متى، فإني لم أكن وأنا في سدرة المنتهى بأقرب إلى الله منه وهو في قعر البحر» في فم الحوت ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [الصافات: ١٤٣ - ١٤٤].

فلولا: حرف امتناع؛ أيْ: لكونه كان من المسبحين لم يلبث في بطنه (أي: الحوت) وخرج، وإلا لمات يونس ونزل إلى بطن الحوت، وبعد أن يموت الحوت أيضاً يصبح بطن الحوت قبراً له ويبقى في قبره إلى يوم يبعثون. ارجع إلى سورة الصافات، وسورة القلم لمزيد من البيان.

إني كنت من الظّالمين: حين تركت قومي مغاضباً دون إذن منك.

<<  <  ج: ص:  >  >>