للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة الأنبياء [٢١: ٨٧]

﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِى الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾:

﴿وَذَا النُّونِ﴾: أيْ: صاحب الحوت سيدنا يونس من قرية نينوى بالعراق، والنون الحوت: السّمك الكبير مثل الحيتان الزرقاء ذات الوزن العظيم، وليس لها أسنان حادة، وتتنفس الأوكسجين، واستعمال (ذو النّون) أو (ذا النّون) أشرف من لفظ صاحب الحوت، وأبلغ في الثّناء والمعنى.

والسّؤال: لماذا ذو أفضل من صاحب؛ لأنّ (ذو) تضاف للتابع وصاحب تضاف للمتبوع والتّابع أشرف أو أفضل من المتبوع.

﴿إِذْ﴾: إذ ظرف للزمن الماضي.

﴿ذَهَبَ مُغَاضِبًا﴾: ذهب تاركاً قومه بعد أن أغضبوه، وهناك فرق بين غاضب: وهو الّذي يغضب دون أن يغضبه أحد يغضب بنفسه، ومغاضب: هو الّذي يُغضبه أو يسبب غضبه إنسان آخر (يُثير غضبه).

فقوم يونس أغضبوه؛ لأنّهم كذبوه ولم يؤمنوا، فغضب على عدم إيمانهم ولما اشتد به الغضب ترك قومه من دون أمرٍ أو إذنٍ من الله، ذهب مغاضباً: أيْ: خرج من عند قومه، مغاضباً: اسم فاعل للمبالغة، ولو قال: غاضباً، أيْ: لم يسبب غضبه أحدٌ إلا نفسه.

﴿فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَّقْدِرَ عَلَيْهِ﴾: أن للتوكيد، لن نقدر عليه: ظن: رجح أنّ الله سبحانه لن يُضيق عليه في الأرض بعد أن ترك قومه من دون أمر إلهيٍّ حين علم أنّ العذاب سيحل على قومه، خرج من عندهم، ولم يعلم أنّهم تابوا إلى الله سبحانه بعد خروجه وقبل الله توبتهم ورفع عنهم العذاب، لن: نافية للمستقبل القريب أو البعيد. ولمعرفة ما حدث له بعد تركه لقومه ارجع إلى سورة الصافات الآيات

<<  <  ج: ص:  >  >>