المناسبة: بعد أن ذكر الله سبحانه طرفاً أو جانباً مما يعانيه رسول الله ﷺ من كفار مكة، وتكذيبَهم واستهزاءَهم، وأمره بإنذارهم بالوحي أيْ: بالقرآن، جاء بعدها ليذكرنا ببعض الرّسل الّذين سبقوه، مثل موسى وهارون وإبراهيم ولوط وداود وسليمان وأيوب وزكريا وعيسى ابن مريم.
﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا﴾: الواو استئنافية، لقد: اللام للتوكيد، قد للتحقيق، آتينا: من الإيتاء وهو العطاء الّذي لا تَملُّك فيه، ويمكن استرداده والإيتاء أعم من العطاء، ويشمل الأشياء الحسية والمعنوية.
﴿مُوسَى وَهَارُونَ﴾: رسالتهما واحدة.
﴿الْفُرْقَانَ﴾: أي: التّوراة وسمِّيت الفرقان؛ لأنّها تفرق بين الحق والباطل، والحلال والحرام، والظلمات والنّور.
﴿وَضِيَاءً﴾: أيْ: نوراً يهدي من الظّلمات إلى النّور أيْ: هدىً أو مصدر للهداية.
﴿وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ﴾: موعظة أو ذكراً يُذكَّرُ به المتقون، للمتقين: اللام لام الاختصاص، أيْ: خاصة للمتقين الّذين ينتفعون به.
﴿الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ﴾: الّذين اسم موصول، يخشون ربهم: الخشية: هي الخوف الممزوج بالمهابة من الخالق وعظمته والعلم بصفاته وأسمائه، وفيها معنى الأمل.
﴿بِالْغَيْبِ﴾: الباء للإلصاق والاستمرار، الغيب: أيْ: وهم لا يرونه والغيب: أيْ: في خلواتهم وسرائرهم وانفرادهم عن الخلق وليس فقط أمام