للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾: ننصب الموازين، القسط: أيْ: موازين العدل أو العادلة، الموازين جمع ميزان، وليست ميزاناً واحداً، قيل: موازين لوزن الأعمال، أو لوزن الحسنات والسيئات. ارجع إلى سورة القارعة آية (٦) للبيان.

﴿لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾: اللام لام التّوقيت أو الاختصاص لأجل ذلك اليوم، وسُمِّي يومَ القيامة؛ لأنّ فيه النّاس يقومون لرب العالمين (للحساب)، يقومون من قبورهم.

﴿فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا﴾: الفاء للتوكيد، لا النّافية، تظلم نفس شيئاً. الظلم: هو نقصان الحق والجور، والعدول عن الحق؛ أيْ: لا ينقص من حقها حسنة ولا تزاد عليها سيئة واحدة، نفس: نكرة تعني: أيَّ نفس، شيئاً: نكرة، والشّيء هو أقل القليل، أيُّ قولٍ أو فعلٍ أو صغيرةٍ أو كبيرةٍ أو حسنةٍ أو سيئةٍ، أيْ: لا تُظلم شيئاً من الظلم ولا تظلم شيئاً من الأشياء.

﴿وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ﴾: إن شرطية، كان: العمل الّذي يراد وزنه مثقال حبة من خردل، الخردل: نبات له حب صغير متناهي في الصغر واحدته خردلة، وحبة الخردل هي تعادل جزء من (٨٠ جزء) من حبة الشعير وتعادل (٧/ ١٠، ٠٠٠ من الغرام) وهي مثال لأصغر شيء يُرى بالعين مثال للوزن والحجم، أيْ: لا يظلم الله مثقال حبة من خردل من الظّلم؛ أي: إن كان له حسنة تعادل حبة الخردل، أو سيئة أتينا بها.

﴿أَتَيْنَا بِهَا﴾: أيْ: جيء بها، ووضعناها في ميزانه وحاسبناه عليها وجازيناه بها.

﴿وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾: كفى تعني يكفيك أو حسبك، تحمل معنى التّعجُّب، حاسبين جاءت بصيغة العظمة: وتعني وكفى بالله حسيباً والحسيب من الحسب وهو الاكتفاء أو المحاسب، أي: الّذي يحفظ أعمال عباده من خير وشر ويحاسبهم عليها، ولا يحتاج إلى أحدٍ غيره لهذا الحساب فهو يكفي سبحانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>