للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سُبُلًا فِجَاجًا﴾ قدَّم السّبل على الفجاج؛ لأنّه سبقها قوله الأرض بساطاً (والسّبل الطّرق السّهلة الممهدة فهي تتناسب مع الأرض بساطاً).

أو سبلاً فجاجاً تعني: سبلاً بعضها فجاجاً بين الجبال، وبعضها سبلاً في الأرض.

أو قيل: إنّ السّبل تصف الفجاج، أو الفجاج تصف السّبل.

أو التّقديم والتّأخير حسب الأهم؛ لأنّ العرب تقدِّم الأهم.

سورة الأنبياء [٢١: ٣٢]

﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ﴾:

﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا﴾: أيْ: كالسّقف للأرض، فالسّموات السّبع الكروية الشّكل كلّ منها يغلف الأخرى، وكلها تحيط بالأرض الّتي تعتبر كمركز لهذه السّموات، وهن كالسقف لهذه الأرض الّتي بدورها تتشكل من سبع كرات صغيرة مقارنة بالسّموات السّبع.

سقفاً محفوظاً: أيْ: سقفاً محكماً، ومحفوظاً اسم مفعول من حفظ، وتقوم بهذه الحماية والحفظ النطق المسماة بنطق الحماية وهي نطاق المناخ، ونطاق الأوزون، والنطاق الإشعاعي، والنطاق المغنطيسي، والنطاق الخارجي، والنطاق المتأين، فهذه النطق تحفظ الأرض من بعض الأشعة الشّمسية المهلكة للأحياء والمسماة الأشعة فوق البنفسجية الّتي تسبب سرطانات الجلد الخبيثة، فمثلاً طبقة الأوزون تمنع اختراق تلك الأشعة.

وكذلك هناك الطّبقات الغازية وبخار الماء تقوم بدور عازل بحيث تحافظ على دفء الأرض وذلك بمنع تسرب الحرارة إلى الطّبقات العليا، وما يخترق الغلاف الغازي الجوي من أشعة شمسية وحرارة تكفي لاستمرار الحياة على الأرض وقتل الجراثيم الضّارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>