للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة الأنبياء [٢١: ١٢]

﴿فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِّنْهَا يَرْكُضُونَ﴾:

انتبه بعد القصم يعود الحق ليفصل لنا ما حدث لتلك القرية من الأحداث قبل القصم، وهذا ما يسمَّى التّفصيل بعد الإيجاز.

﴿فَلَمَّا﴾: لما ظرفية زمانية؛ أيْ: حين.

﴿أَحَسُّوا بَأْسَنَا﴾: أيْ: شعروا وأدركوا بمجيء عذابنا والبأس القوة والشّدة، أحسوا مجرد الحس والحس من الإحساس، أحسوا بالرّؤية، أو السّمع، أو أيِّ حاسة، أو رأوا ريح مدمرة قادمة، أو صاعقة من السماء فيها رعد وبرق شديد.

﴿إِذَا هُمْ﴾: إذا الفجائية، هم للتوكيد.

﴿مِّنْهَا يَرْكُضُونَ﴾: يتركوا منازلهم وقراهم فراراً من العذاب، والرّكض هو الجري السّريع، كما يحدث عندما نرى شيء مروع كالرياح المدمرة بسرعة (٢٠٠ ميل) أو أكثر القادمة.

سورة الأنبياء [٢١: ١٣]

﴿لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ﴾:

﴿لَا تَرْكُضُوا﴾: لا النّاهية، القائل مبني للمجهول، لا يهم؛ قد تكون الملائكة تقول لهم توبيخاً وتقريعاً: أين تفرون.

﴿وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ﴾: ارجعوا إلى نعيمكم من طعام وشراب، وإلى تفاخركم، وأموالكم، وأولادكم، وعشيرتكم، وتجارتكم، وهذا يدل على أنهم كانوا أغنياء، أو كانوا ففراء فيل لهم تهكماً وتوبيخاً. ارجع إلى سورة الزخرف آية (٢٣) لبيان معنى الترف، والمترف.

<<  <  ج: ص:  >  >>