للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة الأنبياء [٢١: ٣]

﴿لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ﴾:

﴿لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ﴾: أي: استمعوه وهم يلعبون، وقلوبهم مشغولة بأشياء أو أمور أخرى، وتقديم لاهية قلوبهم، ولم يقل: وقلوبهم لاهية؛ أي: قلوبهم لاهية تعني عن الذّكر المحدث: المنزل من ربهم وغيره من الأمور؛ أي: الكلّ، أمّا لاهية قلوبهم؛ أيْ: لاهية خاصة عن الذّكر المحدث من ربهم، أمّا غيره من الأمور فهي غير لاهية عنها، مثل أمور الدّنيا.

﴿وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾: النّجوى: المسارة في الحديث، أو خفض الصّوت، ولا بُدَّ من ثلاثة نفر على الأقل لحدوث النجوى، ولمعنى النّجوى: ارجع إلى سورة المجادلة آية (٧): للبيان.

وقدَّم النّجوى على الّذين ظلموا بدلاً من القول: وأسروا الّذين ظلموا النّجوى للاهتمام والتّوكيد، وما فحوى النّجوى: هي قولهم هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السّحر وأنتم تبصرون، وهذا يسمَّى التّبيين أو الإيضاح بعد الإبهام.

﴿هَلْ﴾: استفهام فيه معنى النّفي.

﴿هَذَا﴾: الهاء للتنبيه، ذا اسم إشارة يشير على محمّد .

﴿إِلَّا﴾: أداة حصر.

﴿بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ﴾: أيْ: ليس بملكٍ أو برجلٍ عظيم أو ليس برسول؛ لأنّه بشر يأكل مما تأكلون، ويشرب مما تشربون، ويمشي في الأسواق.

<<  <  ج: ص:  >  >>