﴿قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا﴾: قل لهم يا محمّد ﷺ: كلٌّ منا ومنكم متربّص: اسم فاعل لفعل "تربص" والتّربص: المراقبة والمتابعة لوقوع شيء ما بالغير؛ أي: كلٌّ منا ومنكم يتربص بالآخر؛ أي: بما سيحلّ به في الدّنيا وفي الآخرة. ارجع إلى سورة الطّور، آية (٣٠)؛ للبيان.
﴿مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِىِّ﴾: من: ابتدائية، أصحاب الصراط السّويّ: أي: الصراط المستقيم: الإسلام، والصّراط: هو أوسع السّبل وأسهلها، وأقصرها مسافةً وزمناً، وحذف من هو على ضلال مبين، أو من غوى.
﴿وَمَنِ اهْتَدَى﴾: تكرار "من" يفيد التّوكيد؛ اهتدى: من سار على طريق الهدى الموصل إلى الغاية العظمى، وهي رضوان الله تعالى، وسعادة الدارين، ومن غوى؛ أي: فسد رأيه وعقيدته، وملَّته، وضلَّ وانحرف عن منهج الله تعالى، وفي هذه الآية تحدي رفيع في مقام الحجاج والدعوة إلى الله كما في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِى ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [سبأ: ٢٤] مقارنة بقوله تعالى: ﴿فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ﴾ [التوبة: ٥٢] جاءت هذه الآية في سياق الإنذار والتهديد والوعيد.