﴿فَاعْبُدْنِى﴾: الفاء: للتوكيد؛ اعبدني: أطع أوامري، وتجنب نواهيَّ، ولا تشرك بي شيئاً، والعبادة تشمل: كلّ قول وعمل صالح، ولا تكون إلا لله وحده، ولا تكون إلا مع المعرفة بالمعبود، وتعني: الخضوع، ولها أجر، ولها منهج رباني.
﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِى﴾: أقم؛ أي: أتم الصّلاة بشروطها، وأركانها، وخشوعها، وسننها، ووقتها، وخص الصّلاة من بين سائر العبادات؛ لأنّها عماد الدّين، والصّلة الدّائمة المستمرة بين العبد وربه، والصلاة تجمع أركان الإسلام الخمسة؛ أي: تمثلها.
﴿لِذِكْرِى﴾: اللام: لام التّعليل؛ أي: لتذكرني، وبإخلاص؛ أي: خالصة لي، وابتغاء مرضاتي، فقوله تعالى فاعبدني (تشمل كل العبادات)، ثم عاد وذكر وأقم الصّلاة: ذكر الخاص (الصّلاة) بعد العام (اعبدني): للاهتمام بالصلاة، والتّوكيد.
﴿إِنَّ السَّاعَةَ﴾: إنّ: للتوكيد. السّاعة: ساعة، أو لحظة تهدُّم النّظام الكوني الحالي، وسمي بالسّاعة؛ لأنّها تأتي بغتة في ساعة، والسّاعة جزء من الزّمان، من قبيل إطلاق الجزء على الكلّ.
﴿آتِيَةٌ﴾: ولم يقل: لآتية، كما في سورة الحجر، الآية (٨٥) التي جاءت في سياق مخاطبة قريش أكد بأن واللام، ولم يقل: آتية لا ريب فيها، كما في سورة الحج الآية (٧) التي جاءت في سياق إنكار البعث أكد بأن ولا ريب فيها، أو: لآتية لا ريب، كما في سورة غافر الآية (٥٩) التي جاءت في سياق منكري البعث والحساب، والذين يجادلون في آيات الله، فأكد بأن واللام ولا ريب فيها ثلاث توكيدات؛ أما في آية سورة طه: لم يؤكد لا بلام، ولا بإضافة: لا ريب فيها،