للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة طه [٢٠: ١٣]

﴿وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى﴾:

﴿وَأَنَا اخْتَرْتُكَ﴾: لتكون رسولاً إلى فرعون وقومه، أو ﴿اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِى وَبِكَلَامِى﴾ [الأعراف: ١٤٤].

﴿فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى﴾: ولم يقل: واسمع لما يُوحى؛ استمع: تعني: بقصد وجدٍّ، واهتمام، وجنِّد كلّ حواسك وعقلك لما سيقال لك.

﴿لِمَا يُوحَى﴾: أي: للذي يوحى، أو للوحي يوحى؛ من الإيحاء لغة: هو الإعلام بالخفاء، وهناك وسائل مختلفة يتم بها الإيحاء، والإيحاء هنا: الكلام من وراء حجاب. ارجع إلى سورة النّساء، آية (١٦٣)؛ لبيان معنى الوحي.

لما يوحى: لما سيذكرُ إليك، وهو: ﴿إِنَّنِى أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِى وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِى﴾، وهذا يطلق عليه: الإيضاح بعد الإبهام (الوحي).

سورة طه [٢٠: ١٤]

﴿إِنَّنِى أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِى وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِى﴾:

﴿إِنَّنِى أَنَا﴾: انظر في الآية (١٢) قال تعالى: إنّي أنا ربك؛ أي: الخالق، والمربي، والمدبر، والرّازق لكلّ مخلوق مؤمن، أو كافر، وفي هذه الآية (١٤) يقول: إنني أنا الله: إنني أنا المعبود صاحب التّكاليف، والآمر والنّاهي.

إنني: بدلاً من إنّي؛ إضافة النّون للتوكيد، والمقام مقام توحيد، وتبليغ.

أنا: ضمير فصل يفيد التّوكيد، ويدل على التوحيد.

﴿اللَّهُ﴾: واجب الوجود، اسم الذات الإلهية، الجامع لكلّ صفات الكمال الإلهية، وهو الاسم الّذي تفرد به سبحانه، واختصه لذاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>