والكتاب: ارجع إلى الآية (١) من سورة الحجر، وجمع بين الاسمين؛ لأن القراءة والكتابة للتعرف عليه وحفظه من التحريف والتبديل.
﴿لِتَشْقَى﴾: اللام: لام التّعليل؛ تشقى: تتعب، وأصل الشّقاء في اللغة: العناء؛ أي: التّعب الشّديد، أو الجهد فقد كان ﷺ يقوم الليل ويراوح بين قدميه لطول القيام أو الجهد في تبليغ الرسالة؛ كقوله تعالى: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [الشّعراء: ٣]؛ أي: مهلك، وقاتل نفسك أن يؤمنوا؛ فقد ذكر الواحدي في أسباب النزول. قال مقاتل: قال أبو جهل والنضر بن الحارث للنبي ﷺ إنك لتشقى بترك ديننا وذلك لما رأياه من طول عبادته واجتهاده فأنزل الله هذه الآية.
سورة طه [٢٠: ٣]
﴿إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى﴾:
﴿إِلَّا﴾: أداة حصر؛ أي: ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، وإنما أنزلناه تذكرة لمن يخشى.
﴿تَذْكِرَةً﴾: أي: أنزلناه تذكرة، أو مذكراً لمن يخشى؛ لأنّ الإنسان معرض للنسيان، وتذكرة مصدر لفعل: ذكر «الرّباعي».
﴿لِمَنْ﴾: اللام: للاختصاص، ومن: ابتدائية.
﴿يَخْشَى﴾: الخشية: هي الخوف المقرون بالعلم، والمهابة من الّذي يخشاه.
وخص الخاشي؛ لأنّه هو من ينتفع به، وأمّا من لا ينتفع بالقرآن فهو الّذي لا يقرأ ويعمل به، ولا يتأثر به، كذلك هو هدى للمتقين، ونذير للعالمين، وهدى ورحمة للمحسنين، وهدى للناس أجمعين.