﴿خَيْرٌ مَّقَامًا﴾: أفضل مقاماً بفتح الميم مع التّشديد؛ يعني: منازلاً، وأثاثاً ومتاعاً. ارجع إلى سورة البقرة آية (١٢٥) لبيان معنى المقام.
﴿وَأَحْسَنُ نَدِيًّا﴾: أي: مجلساً؛ مثل: دار النّدوة، والنّادي: المكان الّذي يجتمع به عظماء القوم للحديث، والتّشاور، والافتخار، وقولهم ذلك لفتنة الّذين آمنوا، وظنهم أنّهم أحسن حظاً في الدّنيا؛ فهم كذلك أحسن حظاً، ونصيباً في الآخرة.
﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا﴾: الواو: استئنافية؛ كم: الخبرية، وتدل على الكثرة؛ أي: وأهلكنا قبلهم القرون الكثيرة.
﴿قَبْلَهُم﴾: ولم يقل من قبلهم؛ أي: تشمل الزّمن القريب، أو البعيد الغير محدد.
﴿مِنْ قَرْنٍ﴾: من: ابتدائية، والقرن: هم الجماعة يعيشون في زمن معين، والقرن يقدر بمائة عام.
﴿هُمْ﴾: ضمير فصل يفيد التّوكيد.
﴿أَحْسَنُ أَثَاثًا﴾: الأثاث: المتاع؛ من فُرش، وستائر، ومقاعد للجلوس، وأدوات.
﴿وَرِءْيًا﴾: مشتقة من الرّؤية؛ أي: منظراً، وهيئة، وزينة، أو مشتقة من الرّي: الّذي هو النّعمة والتّرف؛ أي: لا ينبغي أنّ يغرهم ما هم فيه من الأثاث، والمتاع الزّائل.