للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا﴾: فانتبذت: الفاء: للترتيب، والمباشرة؛ انتبذت: ابتعدت، واعتزلت النّاس، ولما أحست بالحمل، وخشيت من قذف النّاس لها، والفضيحة، وهذا هو الانتباذ الثّاني، ذهبت إلى مكان قصيّ بعيد عن النّاس. أقصى: أبعد الأمكنة.

سورة مريم [١٩: ٢٣]

﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا﴾:

﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ﴾: فأجاءها: الفاء: للتعقيب والمباشرة؛ أي: أجاها المخاض في وقته بدون تأخير؛ أي: ألجأها، وحملها: أرغمها المخاض، والطّلق إلى اللجوء إلى جذع النّخلة دون إرادتها؛ فكأن هناك قوة خارجية دفعتها للذهاب إلى جذع النّخلة، ولم يقل: وجاءها المخاض؛ أي: هي باختيارها، ورضاها ذهبت إلى جذع النّخلة؛ يقال: جاء فلان؛ أي: جاء باختياره ورضاه، أمّا أجاءه فلان؛ أي: جاء بفلان رغماً عنه، وبدون إرادته ورضاه؛ فأجاءها المخاض؛ أي: جاء بمريم رغماً عنها إلى جذع النّخلة؛ لأنّها تحتاج إلى من يسندها.

﴿إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ﴾: وهنا أل التّعريف تعني: النّخلة المعروفة، أو الوحيدة، وجذع النّخلة: ساق النّخلة؛ حتّى تتمسك بجذع النّخلة حين يحدث الطلق، ويكون مساعداً لها في عملية الولادة، ودفع الجنين حيث لم يحضر ولادتها أحد؛ لكي يساعدها.

﴿قَالَتْ يَالَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَذَا﴾: قالت مريم آنذاك: يا ليتني: ليت: أداة تمني تستعمل في الأمور المستحيلة الحدوث، أو الصّعبة، أو غير متوقع حدوثها.

﴿مِتُّ﴾: بكسر الميم، وكسر الميم يدل على الموت العادي، وأمّا مُت:

<<  <  ج: ص:  >  >>