للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ﴾: أي: أنا رسول ربك، ولم يقل رسول الله؛ لأنّ الموقف يتعلق بالرّعاية، والحراسة، والتّربية، والأخلاق، والرّب: هو المربي، والمتولي بأمور لخلقه، ولأن الأمر لا يتعلق بعبادة، أو ألوهية، وإنما يتعلق بولادة عيسى.

﴿لِأَهَبَ﴾: اللام: لام التّوكيد؛ أهب: من الهبة: وهي عطاء، وتفضل من ربك، وفيه تملك. ارجع إلى الآية (٥) من نفس السورة.

﴿لَكِ﴾: اللام: لام الاختصاص، لك خاصة، وليس لأحد غيرك.

﴿غُلَامًا زَكِيًّا﴾: غلاماً: يعني: ذكراً وليس أنثى، والغلام: هو الشاب الذي أوشك على البلوغ؛ زكياً: مطهراً من الذنوب، أو غير عاص، فيه الخير والصلاح، ويجب الانتباه هنا: أنّ جبريل قال: لأهب لك غلاماً؛ فهو الّذي أخبرها بنوع الحمل غلام، ولذلك قالت مريم: أنى يكون لي غلامٌ، (كما قال جبريل)، ولم تقل: ولداً (ذكر، أو أنثى). كما قالت في السابق عندما بشرتها الملائكة بالولد كما ورد في قوله تعالى في سورة آل عمران آية (٤٧): ﴿قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِى وَلَدٌ﴾.

سورة مريم [١٩: ٢٠]

﴿قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِى غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا﴾:

﴿قَالَتْ﴾: قالت مريم لجبريل .

﴿أَنَّى يَكُونُ لِى غُلَامٌ﴾: أنى: تعني: كيف، ومن أين، وفيها استفهام عن كيفية الحمل، وتعجب.

وفي الآية (٤٧) من سورة آل عمران: ﴿قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِى وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ﴾ عندما بشرتها الملائكة لأول مرة قبل الحمل بعيسى ، وذلك عندما

<<  <  ج: ص:  >  >>