للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَكُنْ شَيْئًا مَّذْكُورًا﴾: أي: كان شيئاً ولم يكن؛ مذكوراً: أي: خلقه من عدم، فقوله تعالى: ﴿خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا﴾ أبلغ أو أصعب من خلقتك من شيء لم يكن مذكوراً بالتقدير البشري.

سورة مريم [١٩: ١٠]

﴿قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّى آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا﴾:

﴿قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّى آيَةً﴾: قال زكريا: رب اجعل لي أنا خاصة؛ اللام: لام الاختصاص؛ آية: علامة على أنّ امرأتي حامل؛ (لأنّها لا تحيض لكونها عاقراً)، ولا بد من علامة أخرى رغم أنَّ البشارة كانت تكفي، وكأنّه لا يصدق أن تحمل امرأته، أو لا يريد الانتظار طويلاً، ويريد توكيداً آخر؛ ليطمئن قلبه.

﴿قَالَ آيَتُكَ أَلَّا﴾: ألا: مركبة من: أن، ولا؛ أن: مصدرية؛ لا: النّاهية.

﴿تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا﴾: سوياً؛ أي: وأنت تستطيع الكلام مع الآخرين ثلاث ليال وأنت معافى، وسليم الجوارح، وليس بك مرض، أو عيب ولكنك غير قادر على الكلام تلك المدة من الزّمن (أي: لجم الله لسانه عن الكلام)، وفي الآية (٤١) من سورة آل عمران قال: ﴿ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا﴾ انظر إلى الآية (٤١) من سورة آل عمران؛ للمقارنة، ومعرفة الفرق بين ثلاث ليال، وثلاثة أيام.

سورة مريم [١٩: ١١]

﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾:

﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ﴾: فخرج زكريا في صبيحة الليلة الّتي حملت فيها امرأته من المحراب.

﴿مِنَ الْمِحْرَابِ﴾: والمحراب: مكان صلاة الإمام، وسمي المحراب؛ لأنّه يحارب فيه الشّيطان، وتحارب به وسوسته أكثر من أي مكان آخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>