﴿كَذِبًا﴾: باطلاً لا صحة له؛ مفترىً. وكذباً: نكرة؛ أي: كُلُهُ كذب.
وكما جاء في الحديث القدسي الّذي أخرجه البخاري، عن أبي هريرة ﵁، عن النّبي ﷺ؛ قال الله تعالى:«كذبني ابن آدمَ، ولم يكُنْ له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبُهُ إياي؛ فقوله: لن يُعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته، وأما شتمُهُ إياي؛ فقولُهُ: اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد لم أَلِدْ ولم أولَدْ ولم يكنْ لي كُفُواً أحَد».
﴿فَلَعَلَّكَ﴾: الفاء: للتوكيد؛ لعلك: لها عدة احتمالات، والخطاب هنا لرسول الله ﷺ:
لعلك: للتراخي في المحبوب، وللإشفاق من المحذور، ويعني: أن يبخع نفسه، وهو المحذور.
لعلك: تعني النّهي؛ أي: لا تبخع نفسك، وتجمع الإشفاق على رسول الله ﷺ بالإضافة إلى النّهي.
لعلك: قد تفيد الاستفهام الّذي يحمل معنى النّهي؛ تعني: هل أنت ستهلك نفسك من جراء عدم إيمانهم.
﴿بَاخِعٌ نَّفْسَكَ﴾: مُهلك، أو قاتل نفسك؛ لكي يؤمنوا، وكلمة باخع أصلها البخع، وتعني: أن تبلغ بالذّبح البخاع، وهو وريد دم قريب من صُلب عظام الرّقبة، وهو أقصى حد يصل إليه الذّبح؛ أي: قاتلٌ نفسك حزناً، وأسفاً على إعراضهم، وعدم إيمانهم، وتكذيبهم بالقرآن كمن يذبح نفسه إلى درجة يصل بها الذبح إلى