للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿إِلَّا﴾: أداة حصر.

﴿كَذِبًا﴾: باطلاً لا صحة له؛ مفترىً. وكذباً: نكرة؛ أي: كُلُهُ كذب.

وكما جاء في الحديث القدسي الّذي أخرجه البخاري، عن أبي هريرة ، عن النّبي ؛ قال الله تعالى: «كذبني ابن آدمَ، ولم يكُنْ له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبُهُ إياي؛ فقوله: لن يُعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته، وأما شتمُهُ إياي؛ فقولُهُ: اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد لم أَلِدْ ولم أولَدْ ولم يكنْ لي كُفُواً أحَد».

سورة الكهف [١٨: ٦]

﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾:

﴿فَلَعَلَّكَ﴾: الفاء: للتوكيد؛ لعلك: لها عدة احتمالات، والخطاب هنا لرسول الله :

لعلك: للتراخي في المحبوب، وللإشفاق من المحذور، ويعني: أن يبخع نفسه، وهو المحذور.

لعلك: تعني النّهي؛ أي: لا تبخع نفسك، وتجمع الإشفاق على رسول الله بالإضافة إلى النّهي.

لعلك: قد تفيد الاستفهام الّذي يحمل معنى النّهي؛ تعني: هل أنت ستهلك نفسك من جراء عدم إيمانهم.

﴿بَاخِعٌ نَّفْسَكَ﴾: مُهلك، أو قاتل نفسك؛ لكي يؤمنوا، وكلمة باخع أصلها البخع، وتعني: أن تبلغ بالذّبح البخاع، وهو وريد دم قريب من صُلب عظام الرّقبة، وهو أقصى حد يصل إليه الذّبح؛ أي: قاتلٌ نفسك حزناً، وأسفاً على إعراضهم، وعدم إيمانهم، وتكذيبهم بالقرآن كمن يذبح نفسه إلى درجة يصل بها الذبح إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>